الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلست ملزما شرعا بالزواج من هذه الفتاة، ولكن ما دامت على ما وصفتها من الخلق والجمال والنسب، وكانت مع ذلك على دين، وارتضاها لك والداك، فنرجو إن بررت والديك، وارتضيت الزواج منها أن يبارك الله -عز وجل- في هذا الزواج، وتجد فيه من الخير ما لا تحتسب، فبر الوالدين من أجلِّ القربات، ومن أعظم الطاعات، ومن أسباب الخير والبركات. وانظر الفتوى: 366349.
وإن أبيت الزواج منها، فلا يلزمك طاعتهما في أمرهما إياك بالزواج منها، فطاعتهما لا تجب بإطلاق، ولكنها مقيدة بما فيه مصلحة لهما، ولا مضرة على الولد، كما هو مبين في الفتوى: 76303.
فإن غضبا عليك لمجرد رفضك طلبهما، فلا يعتبر ذلك عقوقا منك لهما، ولكن الواجب عليك الحذر من أي فظاظة تجاههما، أو خشونة كلام، أو تقطيب وجه، فيترتب عليه إيذاؤهما، فتكون بذلك عاقًّا لها.
فقد ذكر أهل العلم أن العقوق يحصل ولو بالشيء اليسير من الأذى، وانظر الفتوى: 73463، والفتوى: 73485.
وإن آذاهما تركك المنزل مغاضبا لهما، فهذا فيه نوع من العقوق أيضا.
ونوصيك بالعمل على مداراتهما، والتلطف بهما، والإحسان إليهما بحيث تستطيع أن تكسب رضاهما، ويمكنك أيضا طلب الشفاعة من بعض من لهم وجاهة عندهما.
والله أعلم.