الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فالحديث المذكور حديث موضوع.
وإذا طُلِبَ منك في الامتحان كتابته، فاكتبه، واكتب أنه حديث موضوع، لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبين كلام أهل العلم فيه.
وأما سنده: فقد قال الألباني في السلسلة الضعيفة، تحت رقم: 263: "أكرموا عمتكم النخلة، فإنها خلقت من فضلة طينة أبيكم آدم، وليس من الشجر شجرة أكرم على الله من شجرة، ولدت تحتها مريم بنت عمران، فأطعموا نساءكم الوالد الرطب، فإن لم يكن رطبًا، فتمر". موضوع.
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (430)، وأبو الشيخ في "الأمثال" (رقم 263)، وابن عدي (330 / 1)، وابن حبان في "الضعفاء" (3 / 44 - 45 حلب)، والباغندي في "حديث شيبان وغيره" (190 / 1)، وعنه ابن عساكر (2 / 309 / 2 و19 / 267 / 1)، وأبو نعيم في "الطب" (2 / 23 / 2)، و"الحلية" (6 /123)، والسياق له، من طريق مسرور بن سعيد التميمي، عن الأوزاعي، عن عروة بن رويم، عن علي مرفوعًا. وقال أبو نعيم: غريب من حديث الأوزاعي، عن عروة، تفرد به مسرور بن سعيد، وقال العقيلي: حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به، وقال ابن عساكر: عروة لم يدرك عليًّا، والحديث غريب، والتميمي مجهول.
قلت: بل هو متهم، قال الذهبي في "الميزان": غمزه ابن حبان، فقال: يروي عن الأوزاعي المناكير الكثيرة. اهــ.
وقال الألباني أيضًا في السلسلة الضعيفة، تحت رقم: 261: "أحسنوا إلى عمتكم النخلة، فإن الله تعالى خلق آدم، ففضل من طينتها، فخلق منها النخلة". موضوع. رواه ابن عدي (57 / 2)، والباطرقاني في جزء من "حديثه" (157 / 2)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (1 / 184)، كلهم عن جعفر بن أحمد بن علي الغافقي، حدثنا أبو صالح كاتب الليث، حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر مرفوعًا.
وقال ابن عدي: وهذا الحديث موضوع، ولا شك أن جعفر وضعه، وقال ابن الجوزي: لا يصح، وجعفر وضاع، وأقره الحافظ بن حجر في "اللسان". اهــ.
والله تعالى أعلم.