الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يخفف عنك، وأن يرفع عنك البلاء، ونوصيك بالصبر والاحتساب، وألا تعترضي على قضاء الله تعالى.
واعلمي أن الله -تعالى- أرحم بك من أمك التي ولدتك، وأنه -تعالى- لا يقضي للعبد المؤمن قضاء إلا كان خيرا له، وأن اختياره سبحانه لك خير من اختيارك لنفسك، وتدبيره لك خير من تدبيرك لنفسك.
وقد تخفى عليك الحكمة في بعض أفعاله -تعالى- لقصور عقلك، ولكن لا بد أن توقني أن الله -تعالى- إنما قدر ما قدره لحكمة بالغة، ولعل من تلك الحكم أن تصبري فتؤجري، وحسبك قول الله تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر:10}.
ولعل من تلك الحكم أن تجتهدي في الدعاء، فيحصل لك القرب من الله، والأنس به، ويحصل لك ما تريدين، أو ينصرف عنك مثله من السوء، أو يكون ثواب دعائك مذخورا لك يوم القيامة، فلا تقصري في الدعاء ولا تتركيه، وحاولي جمع قلبك على الدعاء، فإن الدعاء من أنفع أسلحة المؤمن، وسلي الله خير الدنيا والآخرة، وادعيه بالأدعية الجوامع الثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ففيها خير كثير.
وخذي بما تيسر لك الأخذ به من الأسباب لأجل إنقاص وزنك، وتفاءلي، واستبشري، وأقبلي على دراستك وحياتك، ولا تجعلي مشكلتك تلك عائقا دون التفوق والنجاح، فإن أناسا ظروفهم أصعب من ظروفك، واجتهدوا حتى وصلوا إلى ما يبتغون.
وحبذا لو راجعت قسم الاستشارات بموقعنا، ففي ذلك خير كثير -إن شاء الله-.
والله أعلم.