الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فههنا أمور نبينها لك.
أولا: أمر التوبة يسير بحمد الله، فما هي إلا مجاهدة صادقة، وأخذ بأسباب الاستقامة، ولجأ وضراعة بصدق إلى الله تعالى، ثم إنك سترى العون منه، قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.
فعليك أن تأخذ بأسباب ترك تلك المعصية من صحبة الصالحين، ولزوم حلق الذكر، ومجالس العلم، وإدمان الفكرة فيما ينفعك في دينك ودنياك، وتقوية مراقبة الله تعالى في قلبك.
ثانيا: مهما تكرر الذنب، فكرر التوبة، فإن الله لا يزال يتوب على العبد ما تاب العبد إليه، وكلما تبت فإنك ترجع من ذنبك كمن لم يذنب؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
ثالثا: إن كنت عاجزا عن الإطعام أجزأك الصيام في الكفارة، ويرجع في يمينك الثانية إلى نيتك، فإن كانت نيتك عند الحلف ترك أشياء بخصوصها، ثم إنك لم تشاهدها فإنك لم تحنث، وإن لم تكن لك نية، فيرجع إلى سبب اليمين وما هيجها، فإن عدم ذلك كله، فيرجع إلى ما يقتضيه ظاهر لفظك، وانظر الفتوى: 309673.
وإذا شككت في كونك حنثت أو لا، فالأصل عدم الحنث، وإذا حنثت في يمينك، وعجزت عن الإطعام -كما تذكر- فعليك صيام ثلاثة أيام، ولا يمكن إيقاعها في رمضان لتعينه للفريضة، ومن ثم فإنك تصومها بعد رمضان.
والله أعلم.