الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالمفتى به عندنا عدم جواز العمل في البنوك الربوية إلا في حال الضرورة؛ إذا كان الشخص لا يجد عملاً آخر، ولا وسيلة للكسب الحلال يسد بها حاجاته الأصلية سوى العمل في البنك الربوي، فيجوز له العمل للضرورة حتى يجد سبيلاً آخر، وانظر الفتوى: 145987.
وعليه، فما دمت تجد عملاً في بنك غير ربوي؛ فلا يجوز لك العمل في بنك ربوي، وما ذكرته من الأسباب التي تحملك على الانتقال إلى البنك الربوي ليست مسوّغاً للدخول في عمل محرم فيه إعانة على الربا الذي هو من أكبر الكبائر، ومن موجبات اللعن، ومحق البركة، فلا تغتر بكثرة الحرام، وتيسر سبله، فعاقبته وخيمة، ومآله إلى خسران، قال تعالى: قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة: 100]
قال ابن عطية -رحمه الله- في تفسيره: وقوله: قُلْ لا يَسْتَوِي... الآية لفظ عام في جميع الأمور يتصور في المكاسب، وعدد الناس، والمعارف من العلوم ونحوها، فالْخَبِيثُ من هذا كله لا يفلح، ولا ينجب، ولا تحسن له عاقبة، وَالطَّيِّبُ ولو قلَّ نافع جميل العاقبة. انتهى.
والله أعلم.