الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالدنيا دار ابتلاء وامتحان، يبتلي الله -عز وجل- فيها عباده، وله في ذلك الحكمة البالغة. ومن أهم ما ينبغي أن يقابل به البلاء الصبر، فبذلك ترفع الدرجات، وتكفر الذنوب والسيئات. وراجع للمزيد في فضل الصبر الفتوى: 18103.
ولا يلزم في البلاء أن يكون عقوبة على ذنب، فنبينا -صلى الله عليه وسلم- قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهو من أشد الناس بلاء، وهكذا الصالحون. وكل قضاء فيه خير للمؤمن، روى أحمد في مسنده عن أنس -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: عجبت للمؤمن إن الله لم يقض قضاء إلا كان خيرا له. وراجع لمزيد الفائدة الفتوى: 149963.
فالذي نوصيكم به المزيد من الصبر، والاستمرار في الدعاء مع إحسان الظن بالله -سبحانه- وعدم اليأس، فكل دعاء تدعونه ربكم لن يضيع سدى بإذن الله، روى أحمد والحاكم عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن تصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذن نكثر، قال: الله أكثر. وفي الفتوى: 119608. بيان آداب الدعاء وأسباب إجابته.
وكذلك ينبغي الاستمرار في الرقية الشرعية، إذ لا يبعد في مثل هذه الأحوال وجود أسباب غير عادية من السحر أو العين ونحوهما، وقد ذكرت ما قد يشير لذلك، وهو أنك كلما عزمت على الدعاء والاستقامة على الطاعة حدثت لك أحوال غريبة من ضيق في الصدر ونحو ذلك، وانظر الفتوى: 7967، والفتوى: 4310. سلمكم الله تعالى، وعافاكم من كل بلاء.
وننصحك في الختام في الاجتهاد في المبادرة للزواج؛ حتى تدرك كثيرا من مصالحه الدنيوية والأخروية، وإن كان المانع لك منه ضيق ذات اليد، فقد تجد من الصالحين من يزوجك ابنته باليسير، هذا مع العلم بأن الزواج من أسباب الغنى؛ كما ثبتت بذلك نصوص الكتاب والسنة، وراجع الفتوى: 194929، والفتوى: 7863.
والله أعلم.