الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله عليها الموت والفناء.،قال تعالى: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ*وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ [الرحمن:26-27]. وقال تعالى: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ*ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ[الزمر:30-31].فوالداك سيموتان لا محالة، فلا بد أن تستحضر هذه الحقيقة، حتى إذا حضر أحدهما الموت أو كليهما، فعليك حينئذ أن تلتزم بالصبر والتسليم بالقضاء، وإن كان والداك صالحين فاسأل الله أن يجمعك بهما في الجنة، فإن المرء مع من أحب يوم القيامة، وتمسك بالتقوى والصلاح، فإن الله تعالى قال: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ [الطور: 21].وإن كانا غير صالحين، فاجتهد في نصحهما بالمعروف، دون الإخلال بواجب برهما، وفي جميع الأحوال عليك أن تخلص الدعاء لهما في حياتهما وبعد مماتهما.قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً [الاسراء:23-24].ولمزيد من الفائدة، راجع الفتوى رقم: 6603، والله نسأل أن يوفقك لبرهما والإحسان إليهما.
والله أعلم.