الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالظاهر من قول السائل: (اتفقنا على راتب ٧٠٠ ألف، و٨ ساعات من العمل في اليوم) أن العقد بينه وبين هذه الشركة كان على دوام بساعات معينة، لا على كمية محددة من العمل. وإذا كان الأمر كذلك فالمعتبر في الوفاء بهذا العقد هو ساعات العمل لا كمية الإنتاج، وبالتالي يجب على السائل أن يبذل نفعه في هذه الساعات الثمانية كاملة لشركته، بغض النظر عن الخبرة التي اكتسبها وأثرها في سرعة العمل.
ثم إنه لا يلزمه الاستمرار معهم إلا إذا كان العقد على مدة معينة، فأما إن كان مشاهرة أو معاومة، فلا يلزمه إلا إكمال الشهر أو العام، ثم هو بعد ذلك بالخيار، فإن شاء استمر كما هو، وإن شاء طالب بزيادة في راتبه، فإن وافقوا، وإلا تركهم إن أراد. ولكن إن اضطر للبقاء على العقد الأول لعدم وجود عمل آخر، فالواجب عليه الوفاء بشرطه.
والله أعلم.