الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا شك في أن ما أصابك نوع من البلاء، وهو وإن كان ظاهره الشر قد يحمل لصاحبه كثيرا من الخير، فما من محنة إلا وتحمل في طياتها منحة، وما من نقمة إلا ومعها نعمة، فبالصبر على البلاء تكفر السيئات، وترفع الدرجات. فنوصيك بالصبر. ولمعرفة ما ورد في فضله راجعي الفتوى: 18103. هذا أولًا.
ثانيا: احرصي على الدعاء، فهو خير سلاح للمؤمن يتضرع إلى ربه، ويَطَّرِح بين يديه، وهو القادر سبحانه على إزالة هذا البلاء، قال تعالى: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {الأنعام:17}، وقال أيضا: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}. وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى: 119608.
ثالثا: قد يكون البلاء عقوبة على ذنب، كما في قوله عز وجل: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}. فينبغي المبادرة للتوبة من الذنوب؛ ليرفع الله البلاء بإذنه، أُثِر عن العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ أنه قال في دعاء الاستسقاء: اللهم إنه لا ينزل بلاء إلا بذنب، ولا يرفع إلا بتوبة.
رابعا: يمكن أن يكون السبب عوارض عادية؛ كالمرض العضوي أو النفسي، فينبغي مراجعة المختصين للتشخيص ووصف الدواء، فما من داء إلا وله دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله. روى مسلم عن جابر- رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل.
خامسا: إن لم يكن هنالك سبب عادي، فلا يبعد أن يكون السبب السحر، ونحوه من المس، والعين، والرقية الشرعية نافعة من أي داء، فمن المهم الحرص عليها، والأفضل أن يرقي المسلم نفسه، فإن صعب عليه، فلا بأس بأن يستعين بمن يرقيه ممن عرف بسلامة العقيدة، وصلاح العمل، والبعد عن الدجل والخرافة. وراجعي الفتوى: 4310.
سادسا: وننبهك إلى وجوب الحذر من اتهام شخص بعمل السحر من غير بينة، وقد نهى الله -تبارك وتعالى- عن سوء الظن في قوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}، فإن لم يكن اتهامك لصديقتك أو تلك المرأة لك عليه دليل وبرهان، فالواجب عليك التوبة.
والله أعلم.