الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنود أن ننبه أولا إلى أن ما بينك وبين هذا الرجل إذا كان مجرد خطبة، فلا تزالين أجنبية عليه، فالواجب أن يكون التعامل بينكما على هذا الأساس، حتى يعقد لك عليه العقد الشرعي، وانظري الفتوى: 206107.
وإذا ثبت أن أم خاطبك تتهمك ببعض الأشياء بغير وجه حق، فإنها مسيئة في ذلك، ومن حقك الدفاع عن نفسك، ودفع التهمة عنها، وانظري الفتوى: 79951. وهي متضمنة للكيفية التي يمكن للمسلم أن يدفع بها التهمة عن نفسه، وهي المصارحة؛ كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الصحابيين.
فراجعي هذه الفتوى ففيها نقل لكلام حسن للإمام النووي في كتابه الأذكار.
فإذا تيقنت أو غلب على ظنك اتهامها لك فلك مواجهتها بذلك، وليس لخاطبك منعك من ذلك، ولا بأس بأن يشير عليك بتركه على سبيل النصح، وليس عليك أن تتحملي منها هذه التصرفات، ولكن ينبغي أن تراعي المصلحة في ذلك، فإن غلب على ظنك أن مفسدة ذلك أعظم، فخير لك تركه، ولك بيان حقيقة الأمر لمن بلغته هذه التهمة.
وينبغي لخاطبك أن يدافع عنك، ويناصح أمه، ففي ذلك نصر لك ولها، روى البخاري عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلومًا، أفرأيت إذا كان ظالمًا، كيف أنصره؟ قال: تحجزه، أو تمنعه من الظلم؛ فإن ذلك نصره.
وننصح بأن يتعامل كل منكما مع الأمر بحكمة وروية، ومحاولة مداراة هذه الأم، والاجتهاد في كسب ودها بالكلمة الطبية أحيانا، أو بالهدية ونحو ذلك مما يمكن أن يطيب خاطرها، فحصول مثل هذه المشاكل في بداية المشوار قد يكون سببا في فشل الحياة الزوجية، والفراق بين الزوجين.
والله أعلم.