الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فاستغفر الله تعالى من ضربك لأخيك، وتب إليه أولًا: بالندم، والعزم على عدم العودة لمثلها.
وكان ينبغي لك أن تقابل استصغاره لك بالصبر، لا بالضرب، فنصيحة الناس، وبيان الحق لهم، يكون بالرفق، والحكمة، ثم بتحمل أذاهم، وقد قرن الله تعالى في كتابه بين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبين الصبر، فقال تعالى: وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {لقمان:17}.
وأما ماذا تفعل؟ فاجتهد في طلب المسامحة منه، وصِلَتِهِ، ولا تقتصر على طلبه بالهاتف، بل زره في بيته، ولو استطعت أن تهديه ما يطيب به خاطره، فهذا حسن؛ فالهدية من أسباب التحابّ، وتُذْهِبُ ما في النفوس من الضغائن، وقد جاء في الحديث: تَهَادُوْا تَحَابُّوا. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي «الأَدَبِ الْمُفْرَدِ»، وعند الترمذي بسند فيه ضعف: تَهَادَوْا؛ فَإِنَّ الهَدِيَّةَ تُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ.
واجتهد في دعاء الله له بالهداية، والصلاح، وانظر الفتوى: 250207 عن حكم عدم توقير الكبير.
والله تعالى أعلم.