الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الحضور إلى الدعوة المذكورة غير واجب عليك على الراجح عند أهل العلم، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: وجزم بعدم الوجوب في غير وليمة النكاح المالكية والحنفية والحنابلة وجمهور الشافعية. انتهى وإن كان حضورك قد تترتب عليه مصلحة، كنصح الحاضرين وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، فهذا عمل خير تثاب عليه إن شاء الله تعالى. ولكن تحرم عليك قطيعة أرحامك هؤلاء، وإن صدرت منهم إليك بعض الإساءات، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة: أن رجلاً قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفَّهم المَلَّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. قال النووي رحمه الله: ومعناه كأنما تطعمهم الرماد الحار، وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم، ولا شيء على هذا المحسن، بل ينالهم الإثم العظيم في قطيعته وإدخالهم الأذى عليه. انتهى، وراجع الفتوى رقم: 24425، والفتوى رقم: 18355. والله أعلم.