الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس في هذه العبارة قذف -فيما يظهر- فالقذف هو اتهام الغير بالفاحشة صراحة أو ضمنا، كما سبق وأن بينا في الفتوى: 126407. ولكن الظاهر - والله أعلم - أنها تضمنت نوعا من الإساءة لهذه الأخت بدليل أن هذه العبارة صدرت منك في حالة انفعال، وقد ساءها هذا الكلام وآذاها، فالواجب عليك التوبة النصوح، والأصل أن تستسمحيها؛ إلا أن تخشي مفسدة أعظم؛ فيكفي أن تذكريها بخير؛ وتكثري من الدعاء لها؛ كما ذكر أهل العلم بخصوص التوبة من هذه الحقوق المعنوية، وانظري الفتوى 18180.
وننبه إلى الحذر من مجموعات التواصل التي يكون فيها رجال ونساء من غير المحارم، فغالبًا ما تكون مثارًا لمثل هذا النوع من المشاكل، إضافة إلى ما قد تؤدي إليه من الفتنة بسبب ما قد يكون من تساهل في التعامل بين الجنسين ومزاح وعلاقات محرمة، والشيطان للإنسان بالمرصاد يستدرجه للفواحش من حيث لا يشعر، ولذلك حذر الله تعالى من مكائده فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}.
والله أعلم.