الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعلاقات الشائعة بين الشباب والفتيات باسم الحب؛ لا يقرها الشرع فهي باب فتنة وفساد، وإذا تحاب رجل وامرأة فالزواج هو الطريق الأمثل والدواء الناجع ، فإن لم يتيسر لهما الزواج فعليهما أن ينصرفا عن هذا التعلق، ويسعى كل منهما ليعف نفسه بالزواج، ويشغل وقته بما ينفعه في دينه ودنياه. وراجعي الفتوى : 238027.
واعلمي أنّ الأب في الغالب أحرص الناس على اختيار الزوج الصالح لابنته، وتحصيل مصالحها في الزواج وغيره، لما له من الخبرة والدراية، مع ما فطره الله عليه من الشفقة عليها، فالغالب أنّه لا يمنع ابنته من الزواج من رجل معين، أو في وقت معين، إلا لمصلحة معتبرة.
فالذي ننصحك به أن تتفاهمي مع أبيك، أو توسطي من يكلمه من الأقارب، أو غيرهم ممن له وجاهة عنده، ويبينوا له أنّ الفتاة إذا تقدم إليها رجل صالح، وكان كفئا لها لم يكن لوليها منعها من الزواج منه دون مسوّغ، وإلا كان عاضلاً لها، وأنّ الدراسة ليست مانعاً من الزواج، واستعيني بالله تعالى مع الاجتهاد في الأعمال الصالحة، وخاصة كثرة الذكر والدعاء، مع إحسان الظن بالله.
فإن رضي والدك بزواجك من هذا الشاب فهذا خير، وإن أبى، فنصيحتنا لك أن تصبري وتفوضي أمرك إلى الله، وتشغلي وقتك بما ينفعك، وتنصرفي عن التعلق بهذا الشاب، لعل الله يعوضك خيراً منه، وهذا يسير –بإذن الله- إذا استعنت بالله وجاهدت نفسك، وراجعي الفتوى : 61744.
والله أعلم.