الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كنت تقصد بقولك: وأنا فصلت زوجتي، انفرادك عن أمّك بالسكن مع زوجتك، فليس في ذلك عقوق لها، فمن حقّ الزوجة على زوجها أن يسكنها في مسكن مستقل مناسب، ولا يلزمها السكن مع أمّه، أو غيرها من أقاربه، وراجع الفتوى: 165457.
أمّا إذا سألتك أمّك أن تكلمها مرات، فالظاهر لنا وجوب طاعتها في ذلك، ما لم يكن عليك ضرر فيه.
ومخالفتك لها في ذلك من غير ضرر عليك؛ يدخل في العقوق، إذا كانت تتأذى من هذه المخالفة، قال الهيتمي -رحمه الله- في الزواجر عن اقتراف الكبائر: ..كَمَا يُعْلَمُ مِنْ ضَابِطِ الْعُقُوقِ الَّذِي هُوَ كَبِيرَةٌ، وَهُوَ أَنْ يَحْصُلَ مِنْهُ لَهُمَا، أَوْ لِأَحَدِهِمَا إيذَاءٌ، لَيْسَ بِالْهَيِّنِ، أَيْ: عُرْفًا، وَيُحْتَمَلُ أَنَّ الْعِبْرَةَ بِالْمُتَأَذِّي. انتهى.
وراجع الفتوى: 76303.
والله أعلم.