الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان زوجك لم ينفق عليك بالمعروف، وأخذ مالك بغير رضاك، وقام بسبّك، وسب أهلك، وضربك، وحبسك في البيت؛ فلا ريب في كونه ظالمًا لك ظلما عظيما، ومسيئًا لعشرتك. وخروجك من البيت تخلصًا من أذاه، جائز، كما أن طلب الطلاق للضرر المذكور، سائغ.
لكن ترك الرد على رسائله ومكالمته نرى أنه لا فائدة لك فيه، ولا مصلحة من ورائه، فلا يسترد به حق منه، ولا يكون حلا للمشكلة القائمة بينكما، بل ربما يزيد القلوب تباعدا، والأمر تفاقما، وسيترتب على ذلك أن تبقَيْ معلقةً، لا أنت متزوجة، تعيشين حياة زوجية مستقرة، ولا أنت مطلقة خلية من الحقوق الزوجية، ولا يخفى ما في ذلك من المفاسد.
وإذا رفعت أمره للقضاء، فطلق القاضي للضرر، فلك جميع حقوق المطلقة المادية، وراجعي الفتويين التاليتين: 402787 ، 20270.
والذي ننصح به أن يتدخل بعض العقلاء من الأهل، أو غيرهم من الصالحين؛ ليصلحوا بينكما على المعاشرة بالمعروف، أو يتفقوا على الطلاق في حال تعذر الإصلاح.
فإن لم يفد ذلك؛ فارفعوا الأمر إلى القضاء.
والله أعلم.