الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يخفى عليك أن الزواج مشوار طويل، وحياة قد تستمر سنين عديدة، فلا ينبغي أن يخضع للعواطف، بل تتريث المسلمة في أمر الاختيار، وتنتبه إلى ما أرشد إليه الشرع الحكيم من مراعاة جانب الدين، والخلق؛ لأنه أرجى لأن تدوم معه العشرة، وتستقر الأسرة، وتتحقق مقاصد الشرع من الزواج، روى الترمذي، وابن ماجه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه، ودينه، فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض. وجاء في الأثر الذي أورده البغوي في شرح السنة عن الحسن البصري أنه أتاه رجل فقال: إن لي بنتًا أحبها، وقد خطبها غير واحد، فمن تشير عليّ أن أزوجها؟ قال: زوِّجها رجلًا يتقي الله، فإنه إن أحبها، أكرمها، وإن أبغضها، لم يظلمها.
فإذا كان هذا الرجل مضيعًا للصلاة عن وقتها، فهذا خلل كبير في دينه، فالصلاة عماد الدين، والصلة بين العبد وربه، من حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها، فهو لما سواها أضيع، فمثله لا يقبل زوجًا، فمن لم يعرف حق ربه، لا يرجى منه أن يعرف لزوجته حقها عليه.
وقد ذكرت أن هنالك ملاحظات على سلوكه، فيتأكد أمر رفضه، إلا أن يتوب، ويصلح حاله.
وإذا كان أهلك لا علم لهم بحاله، فأخبريهم بالحقيقة، فإن أصرّوا مع ذلك على زواجك منه، فلا يلزمك طاعتهم، ما دام حاله على ما ذكرتِ، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى: 76303 ففيها بيان حدود طاعة الوالدين.
وأما أمر الخوف، وكثرة التفكير، فاستعيني فيه بالله عز وجل أولًا بذكره، ودعائه، والتضرع إليه، ثم استعيني بأهل الفضل والعقلاء من أهلك وأقاربك، واجعليهم أهل مشورتك ومعونتك.
هذا مع التنبيه في الختام إلى أنه يجب عليك قطع أي علاقة به؛ لكونه أجنبيًّا عنك، وراجعي الفتوى: 30003.
والله أعلم.