الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فان العلم من أفضل القربات التي يتقرب بها إلى الله تعالى، لأن نفعه متعد، فيؤجر المسلم على تعلمه، والعمل به، وتعليمه، وانتفاع الغير به، فإذا سأل المستفتي سؤالا، فانتقع بالجواب عليه، فإنه يؤجر أولا على سؤاله؛ لأن الله تعالى أمره بذلك، فقال جل وعلا: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ( النحل 43).
ثم إنه إن نوى بإثارة موضوع السؤال انتفاع الآخرين الذين يبلغهم الجواب عنه كان له أجر السعي في نشر العلم، وتذليل السبل الموصلة إليه، والدلالة على الخير، وقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة. رواه مسلم. وقال عليه الصلاة والسلام: من دل على خير فله مثل أجر فاعله. رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه.
ونص العلماء على أن المسلم قبل شروعه في طلب العلم - بأي وسيلة من وسائل تعلمه- يلزمه أن يبتغي به وجه الله تعالى، ويستحضر أربع نيات:
الأولى: الخروج من الضلال إلى الهدى.
الثانية: نفع عباد الله تعالى بما يتعلمه.
الثالثة: إحياء العلوم ونشرها.
الرابعة: العمل بما يتعلمه.
وهو ما عقده العلامة محمذن فال بن متالي الشنقيطي -رحمه الله- تعالى بقوله:
ولتقصدوا أربعة قبل ابتدا تعلم لكي تفوزوا بالهدى
أولها الخروج من ضلال والثانِ نفع خلق ذي الجلال
والثالث الإحياء للعلوم والرابع العمل بالمعلوم
والله أعلم.