الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كنت عرضت على هذه الفتاة رغبتك في خطبتها في حدود الضوابط الشرعية، فلا حرج عليك في ذلك. وأما التواصل معها لأجل التعارف، ومعرفة بعض صفاتها، فيخشى أن يجر إلى ما لا تحمد عقباه؛ لأنها أجنبية عنك.
فقد يكون هذا التواصل ذريعة للفتنة، قال الشيخ ابن عثيمين: المرأة المخطوبة كغير المخطوبة في النظر إليها، والتحدث إليها، والجلوس معها، أي أن ذلك حرام على الإنسان، إلا النظر بلا خلوة إذا أراد خطبتها، وإذا كان الرجل يريد أن يستمتع بالجلوس إلى مخطوبته، والتحدث إليها، فليعقد النكاح، فإنه إذا عقد على امرأة حل له أن يتكلم معها، وأن يخلو بها، وأن يتمتع بالنظر إليها، وحل له كل شيء يحل للزوج من زوجته.... وخلاصة القول أنه يحرم على الخاطب أن يتحدث مع مخطوبته في الهاتف، أو يخلو بها في مكان، أو يحملها في سيارته وحده، أو تجلس معه ومع أهله وهي كاشفة الوجه. اهـ.
وإذا كان هذا في حال تمام الخطبة، فكيف بمن لم تتم خطبته بعد. ثم إن السبيل الأمثل لمعرفة حالها هو سؤال من يعرفها من ثقات الناس، ومن تعاملوا معها. وأما الكلام معها للتعارف فقد يكون فيه نوع من التكلف والخداع سرعان ما ينكشف الأمر فيه بعد الزواج، ويكون الفشل والفراق.
ولا حرج في أن تهدي إليها إن لم تكن هنالك ريبة أو خوف فتنة؛ لعموم ما جاء من النصوص في الترغيب في التهادي، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى: 120928.
ولست في حاجة لأن تلتقي بها وحدها أو مع زميلتها، فيمكنك أن تبعث بها إليها، فذلك أبعد عن الشبهة، وأصون للعرض.
وإذا لم يكن لديك استعداد للزواج في وقت قريب، فعدم التعجل للخطبة أولى، وإن وجدت من المال ولو اليسير، فقد ترتضي الفتاة ووليها بتزويجك بهذا اليسير، خاصة وأن من أسباب البركة في الزواج يسر تكاليفه، هذا بالإضافة إلى أن الزواج من أسباب الغنى، وانظر للمزيد الفتوى: 19242، والفتوى 7863.
والله أعلم.