الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فعليك ألا تكتئب من ذلك، بل استحضر نعمة الله عليك أن هداك للإسلام، واحمده سبحانه على منته عليك، وافرح بما آتاك من الخير؛ كما قال تعالى: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ {يونس:58}.
ومن أمكنك دعوته إلى الله من أولئك الضُلَّال فادعه، وبيِّن له ضلاله، وبعده عن الصواب، ولا تحمل نفسك ما لا تطيق، فليس عليك هداهم، ولكن الله يهدي من يشاء.
وأما مصير هؤلاء الكفار: فإنهم في الدنيا -وإن أملى الله لهم، ومتعهم ببعض الشهوات- فإن مصيرهم إن لم يتوبوا إلى النار خالدين فيها أبدا، والعياذ بالله.
ولم تذكر شبهة معينة لنجيب عليها، وإن كنا نحذرك من الاشتغال بتلك الشبهات ونحوها، بل عليك أن تتعلم العلم النافع أولا، فإنه هو ما تعصم به نفسك من الضلال، ولا تلج باب الاطلاع على الشبهات بدون علم كاف، فإن القلوب ضعيفة، والشبه خطافة، كما قال بعض السلف.
والله أعلم.