الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلم تذكر لنا السبب الداعي لأبيك لمنعك من العودة إلى بلدك الأصلي، فإن كان هنالك ضرر حقيقي يمكن أن يلحقك بالذهاب إلى هنالك، ويخشى عليك منه، فالواجب عليك طاعته، والبقاء مع عائلتك، واحذر من إغضابه، ففي ذلك من الشر ما فيه، روى الترمذي عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد.
وإن لم يخش عليك ضررًا، ولم يكن هنالك مسوغ مشروع، فليس له الحق في منعك، ولا تجب عليك طاعته.
ولا يعني هذا أننا ندعوك لمخالفته، والسفر رغمًا عنه، بل نرجو أن تتبصر في الأمر، فلعلك إذا صبرت، وبررت به، وكسبت رضاه أن يفتح الله عز وجل عليك من أبواب الخير ما لا يخطر لك على بال، فقد قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا {الطلاق:2}، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى: 76303.
والله أعلم.