الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنما قلنا في تلك الفتوى إن قول عائشة من باب قول الصحابي، وفيه الخلاف المشهور، والخلاف الذي نعنيه إنما هو في قول الصحابي هل هو حجة أو لا؟ وتلك مسألة مشهورة في أصول الفقه، فمن لا يحتج بقول الصحابي لا يرى هذا القول حجة أصلا، وليس معنى هذا أننا نرجح أن الصفرة والكدرة ليست حيضا مطلقا، وإنما نبين وجهة نظر القائل بذلك، وأنه قول معتبر له وجهه، ولكن الذي نراه هو أن الصفرة والكدرة إذا اتصلت بالدم فهي حيض؛ لحديث أم عطية، والعمل بالزيادة فيما نرى أولى، وكذا لقول عائشة وهو حجة فيما نرى.
والحاصل أن المسألة خلافية، والعامي يقلد من يثق به، وتنظر الفتوى: 169801.
وأما نحن فما نرجحه قد بيَّناه، وتنظر لمزيد الفائدة الفتوى: 134502.
والله أعلم.