الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج همكم، وأن ييسر أمركم، وأن يوسع عليكم، ويغنيكم من فضله.
وأما ما سألت عنه، فالمشورة فيه تختلف بحسب اختلاف الأحوال وتفاصيلها! ونحن لا ندري هذه التفاصيل، سواء في بلد إقامتكم أو في بلدكم الأصلي. وعلى أية حال فإن الأخذ بأسباب السلامة، وإغفال الاحتمالات الضعيفة التي لا تتوفر لها مقومات الحصول: أمر مطلوب. كما أن الاكتفاء بالقوت وعيش الكفاف في المطعم والمسكن والملبس والدراسة وغير ذلك، خير للمرء من تحمل الديون وما يترتب عليها، وضيق الرزق يعالج بالرضا بالأقل من متاع الحياة الدنيا حتى يأتي الفرج.
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: قال المروذي: سمعت أبا عبد الله - يعني الإمام أحمد - يقول: ما أعدل بفضل الفقر شيئا، أتدري إذا سألك أهلك حاجة لا تقدر عليها أي شيء لك من الأجر ؟ ما قل من الدنيا كان أقل للحساب.
وقال المروذي: سمعت أحمد يقول: إن لكل شيء كرما، وكرم القلب الرضا عن الله تعالى، سمعت أبا عبد الله يقول لشجاع بن مخلد: يا أبا الفضل؛ إنما هو طعام دون طعام، ولباس دون لباس، وإنها أيام قلائل. اهـ.
وقد سبق لنا بيان بعض أسباب زيادة الرزق، وبعض النصائح لمن ضاق عليه الرزق، فراجع الفتاوى: 6121، 7768، 112334.
والله أعلم.