الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فرعاية هذه الأم مسؤولية جميع أولادها -الذكور منهم والإناث-، فلا يجوز لهم تركها بحيث تتعرض للضياع، أو يحدث لها ضرر.
وإذا كانت أحوالهم لا تسمح لهم بالرعاية المباشرة لها، فليستأجروا لها من تقوم بخدمتها على أكمل وجه.
وإذا كانت أختها هذه يمكنها القيام بذلك، فلا بأس، وقد تكون أولى من غيرها؛ لما يرجى من شفقتها عليها، واهتمامها بها، وتلزم أجرتها جميع أولادها، كل حسب يساره، ولمزيد الفائدة تراجع الفتاوى: 148805، 146181، 20338.
وننبه إلى أنه لا ينبغي أن يغيب عن أذهان الأولاد مقام الأمّ، وفضيلة برّها، وأن الشرع قد جعل لها ثلاثة أرباع البر.
ومن هنا؛ فينبغي على أولادها أن يتباروا في أمر برّها وخدمتها؛ فالتنافس في الخير عمومًا مطلوب، كما قال تعالى: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ {البقرة:148}، وقال: وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ {المطففين:26}، وإذا كان هذا في حق المسلم مع العامة، فكيف به مع من حملته في بطنها وهنًا على وهن، وأرضعته من ثديها، وتعبت وسهرت من أجل راحته وتربيته؟! وانظري الفتوى: 73140.
والله أعلم.