الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما في القلوب لا يطلع عليه إلا علام الغيوب، ولذا لا يجوز للإنسان أن يحكم على نيات الآخرين وما في بواطنهم، وإنما حكمه ينصب على الظاهر، ويقول أحسب فلاناً كذا وكذا والله حسيبه، وعليه فإن هذا الشخص الذي حكم على نيتك قد أخطأ، لا سيما إذا كان حكمه هذا مخالفاً للواقع الذي تعلمه من نفسك، ولا شك أنه ظلمك بذلك، ومع هذا فالأفضل أن تعفي عنه، قال الله تعالى: فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا [البقرة:109]، ولك أن تدعي عليه بما يستحقه مقابل ظلمه لك، ودعوة المظلوم على من ظلمه ليس بينها وبين الله حجاب، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان فاجراً كما ورد في رواية الإمام
أحمد رحمه الله، وهذا ما لم يعتد في دعائه، فإن اعتدى فإن الله لا يحب المعتدين.
وللمسلم أن يدعو ربه في جميع حوائجه، ومن ذلك الزواج، ففي سنن
الترمذي وصحيح
ابن حبان عن
أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى سأل شسع نعله إذا انقطع.
إلا أن للدعاء شروطاً لا يقبل إلا بها، قد بيناها في الفتوى رقم:
11571.
ومن موانع إجابة الدعاء أكل الحرام أو لباس الحرام، كما في الفتوى رقم:
13728.
فالواجب عليك البعد عن الحرام حتى تكوني أهلاً لاستجابة الدعاء.
والله أعلم.