الحمد لله، والصلاة، والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالداخل في الآية هو الظلم الواقع من هذا الشخص لأخيه، فإن كان ظلمه حقا وآذاه بظلمه له بغير ما اكتسب فهو آثم محتمل للبهتان، والإثم المبين.
وأما تأذي الآخر برؤيته أو سماع صوته فلا يظهر أنه يأثم به لأنه لا فعل له هنا يستحق الإثم عليه، وهو إنما أثم لظلمه المتقدم، والنصيحة المبذولة للظالم هي أن يتوب إلى الله تعالى، ويعتذر لأخيه ويرفع عنه ظلمه إن أمكن، والنصيحة المبذولة للمظلوم هي أن يعفو ويصفح إن كان في العفو مصلحة، وأن يصبر لما أصابه ويحتسب ما نزل به فإنه لا يضيع عمل عامل عند الله تعالى.
والله أعلم.