الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن قيام المرأة بشؤون بيتها واهتمامها بنفسها ورعايتها ولدها عمل جليل تكتسب به مودة زوجها وتقوى به العلاقة بينهما، وهذا من أعظم الأسباب التي تنتشر بها السعادة ويسود بها الاستقرار في الأسرة، وينعكس ذلك إيجابا على الجميع، وبذلك تتحقق بعض أهم مقاصد الإسلام من الزواج، قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الروم:21}.
والراجح من كلام أهل العلم أنه يجب على المرأة خدمة زوجها بما جرى به العرف؛ كما سبق بيانه 13158. ومنها نعلم أن الحياة الزوجية تعاون وتكامل بين الزوجين، فكما أن المرأة تخدمه الخدمة الباطنة، فإنه يخدمها الخدمة الظاهرة بالسعي في كسب العيش وتوفير النفقة، وهكذا الحياة كل فيها خادم ومخدوم، وقد أحسن من قال:
الناس للناس من بدو وحاضرة بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم
فعلى هذا الأساس ينبغي أن يعيش الزوجان حياتهما.
وإذا وجدت المرأة زوجا يعينها في أمور بيتها فلتحمد ربها، فهذه نعمة من نعم الله عليها، وهذا يدل على كريم أصله واقتدائه بنبيه صلى الله عليه وسلم، روى البخاري عن الأسود، قال: سألت عائشة رضي الله عنها ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: «كان يكون في مهنة أهله - تعني خدمة أهله - فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة». وفي رواية أحمد أنها قالت: كان بشرا من البشر، يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه.
فإن قصرت المرأة فيما يجب عليها من الخدمة بلا عذر من مرض أو عجز، فلتنصح وليبين لها حكم ذلك .
ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى 138123 ، الذي نوصي به في الختام أن يكون بينك وبين زوجتك تفاهم وتناصح بالحسنى في ضوء هذه التوجيهات والأحكام التي ضمناها هذه الفتوى، مع الاستعانة بالدعاء بأن يصلح الله عز وجل الحال.
والله أعلم.