الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يشفيك شفاء تاما لا يغادر سقما، وأن يجمع لك بين الأجر والعافية، وبين رفعة الدرجات وتكفير السيئات. ونوصيك بكثرة الدعاء، والحرص على الرقية الشرعية.
فإن كنت في نوبات الهوس هذه مغلوبة على أمرك، فتصدر منك هذه الأيمان من غير إرادة واختيار، فأنت غير مكلفة، فلا يترتب على أقوالك شيء.
قال الإمام الشافعي في كتاب الأم: ... ومن غلب على عقله بفطرة خلقة، أو حادث علة، لم يكن لاجتلابها على نفسه بمعصية؛ لم يلزمه الطلاق، ولا الصلاة ولا الحدود. وذلك مثل المعتوه والمجنون، والموسوس والمبرسم، وكل ذي مرض يغلب على عقله، ما كان مغلوباً على عقله. اهـ.
وقال الشيخ ابن عثيمين: المبتلى بالوسواس لا يقع طلاقه ـ حتى لو تلفظ به بلسانه ـ إذا لم يكن عن قصد؛ لأن هذا اللفظ باللسان يقع من الموسوس من غير قصد ولا إرادة، بل هو مغلق عليه ومكره عليه؛ لقوة الدافع وقلة المانع، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا طلاق في إغلاق. فلا يقع منه طلاق إذا لم يرده إرادة حقيقية بطمأنينة، فهذا الشيء الذي يكون مرغمًا عليه بغير قصد ولا اختيار، فإنه لا يقع به طلاق. اهـ.
واليمين أولى في العذر من الطلاق.
وهذا فيما يتعلق بالسؤال الأول.
وأما الثاني، فنرجو كتابته في سؤال آخر مستقل حسب سياسة الموقع.
والله أعلم.