الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد فهمت كلام ابن كثير على غير وجهه، فهو دال على عكس ما فهمته، فإنه صريح في أن من كان يرجو الحياة بأن كانت روحه لم تبلغ الحلقوم فتوبته متى تاب إلى ربه مقبولة.
وأما الذي لا تقبل توبته فهو الذي عاين الموت وتحقق نزوله به، وأنت لم تزل حيا ولم ينزل بك الموت ومن ثم فتوبتك مقبولة -إن شاء الله تعالى - ما دامت روحك في جسدك، فاحذر من غوائل اليأس الذي تقول إنه أصابك، وأقبل على ربك واجتهد في طاعته وعد كما كنت وأفضل، واعلم أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وأحسن الظن بربك ولا تقنط من رحمته ولا تيأس من روحه سبحانه فإنه هو التواب الرحيم، وباب التوبة مفتوح لا يغلق في وجه أحد حتى تطلع الشمس من مغربها.
وراجع للفائدة الفتوى: 34852.
والله أعلم.