الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما كان ينبغي لك أن تستجيب للوساوس الشيطانية فتسأل زوجتك مثل هذا السؤال، خاصة وأنك -كما ذكرت- على أنك على علم بأن هنالك أسبابا كثيرة لزوال غشاء البكارة، فإغلاق باب مثل هذه الوساوس مطلوب.
قال الشيخ ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب: زوال البكارة من المرأة، لا يعني أنها كانت فاسدة؛ إذ قد يكون زوال بكارتها لسبب غير الجماع، كعادتها هي، أو سقوطها، أو قفزتها، أو ما أشبه ذلك، وليس معنى ذلك أنني أفتح بابًا للفتيات بالعبث، ولكنني أريد أن أزيل شبهة تقع للزوج في مثل هذه الحال. اهـ.
وهي غير ملزمة شرعا بإخبارك بسبب زوال بكارتها.
وبخصوص تعليقك طلاقها على كونها غير عذراء قبل أن تجامعها، فإن كانت كذلك - على المعنى الذي قصدته - فقد وقع الطلاق؛ لأنه معلق على شيء حدث في الماضي فيكون تعليقا على أمر منجز يقع به الطلاق.
جاء في المبسوط: ولو قال أنت طالق ثلاثا إن شئت إن كان كذا لشيء ماض، كانت طالقا لأن التعليق بشرط موجود يكون تنجيزا. اهـ.
وإن لم تكن هذه الطلقة الثالثة جاز لك أن تراجعها بغير عقد جديد إن كانت لا تزال في عدتها، فإذا انقضت العدة لم يجز لك رجعتها إلا بعقد جديد بإذن وليها وحضور الشهود.
والله أعلم.