الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالاقتراض من البنوك الربوية لسداد الدين، لا يجوز؛ لأن الربا من الموبقات العظيمة، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ*فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [البقرة:278-279].
وعلى الدائن أن ينظر المدين المعسر حتى يتيسر له السداد؛ قال تعالى: وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُون [البقرة:280].
ولا فضيحة في الإعسار، فابحث عن الطرق المشروعة لسداد هذا الدين، واستعن بالله، ولا تعجز.
ونرشدك إلى الدعاء الذي علّمه النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي الذي اهتمّ واغتمّ بسبب كثرة ديونه؛ ففي سنن أبي داود عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار، يُقال له: أبو أمامة، فقال: يا أبا أُمامة، مالي أرَاك جالِسًا في المسجد في غير وقت صلاة؟ قال: هموم لزمتني، وديون -يا رسول الله-، قال: أفلا أُعلمك كلامًا إذا قلته أذهب الله همَّك، وقضى عنك دينك؟ قلت: بلى -يا رسول الله-، قال: قل إذا أصبحت، وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهمّ والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال. قال: ففعلتُ ذلك، فأذهب الله تعالى همّي، وقضى عني ديني.
فأكثر من التوبة، والاستغفار، وسيجعل الله لك فرجًا ومخرجًا بإذنه سبحانه؛ ففي الحديث: من لزم الاستغفار؛ جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل همٍّ فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب. رواه أبو داود.
والله أعلم.