الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أجاب السائل على نفسه بما ختم به سؤاله!! فيكفي للحكم بحرمة ما حصل: دفع الرشوة المحرمة، وتضييع الأمانة، والتسبب في رفض من هو أكفأ من السائل.
ومن العجيب أن يشكو السائل من الظلم الواقع عليه في عمله الحالي، ثم يسعى في ظلم غيره بطريقة فجَّة محرمة، وقد كان الأوفق أن ينفر من الظلم من ذاق مرارته.
ولسنا بحاجة للجواب على سؤاله الثاني: (وهل لو وُظفت سيكون راتبي مالا حراما؟) وإنما الحاجة هي للتذكير بنكارة هذا الفعل، والنهي عنه والتحذير منه. ثم التذكير بقول الله تعالى: فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {العنكبوت:17}، وبقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: أيها الناس اتقوا الله، وأجملوا في الطلب، فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها، وإن أبطأ عنها. رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.
والله أعلم.