الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ظهر لنا أن محتوى هذه الرسالة صحيح، باستثناء ما ورد فيها من أن (كل انسان يخرج من قبره يجد ملَكَين من الملائكة أمام قبره- أي كونهما أمام القبر- وأنه حين يخرج من قبره يجدهما)، فلم نقف على دليل شرعي يثبت هذه الهيئة المذكورة. وكذلك ما ورد فيها من أن (المؤمن يقوم من قبره يوم القيامة، فيجد دابة يركبها، فلا يذهب الى أرض المحشر على قدميه).
فلم نقف على دليل شرعي يثبت ذلك، إلا ما ورد في مسند الإمام أحمد والمستدرك للحاكم عن النعمان بن سعد، قال: كنا جلوسا عند علي -رضي الله عنه- فقرأ هذه الآية: {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} [مريم: 85]، قال: " لا والله ما على أرجلهم يحشرون، ولا يحشر الوفد على أرجلهم، ولكن على نوق لم تر الخلائق مثلها، عليها رحائل من ذهب، فيركبون عليها حتى يضربوا أبواب الجنة" وهو حديث ضعيف لا يصلح للاحتجاج به.
فهاتان المسألتان تحتاجان إلى دليل شرعي لثبوت الهيئات الواردة فيها، وهو ما لم نقف عليه.
والله أعلم.