الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كنت قد تبت إلى الله عز وجل من ذلك الذنب توبة مستوفية الشروط؛ فهي توبة صحيحة، والمرجو أن تكون مقبولة عند الله سبحانه.
فلتحسني الظن بربك، فهو عند ظن عبده به، واحذري من أن يوقعك الشيطان في القنوط من رحمة الله، واليأس من روحه، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى: 29785.
وما حدث في حياتك الزوجية من مشاكل، والحال السيء الذي عليه زوجك، لا يلزم أن يكون عقوبة على ذنب، بل قد يكون مجرد ابتلاء، فقابلي ذلك بالصبر، والتقوى، ففي ذلك الفرج والمخرج -بإذن الله-، قال الله تعالى حكاية عن نبيه يوسف -عليه السلام- وإخوته: قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}، فقد كانت هذه العاقبة الحسنة لذلك الابتلاء العظيم الذي لقيه يوسف -عليه السلام- بسبب تقواه، وصبره.
ولا ندري حقيقة هذه الخيانة التي ذكرتها عن زوجك، فإن قصدت بذلك العلاقات الآثمة مع النساء الأجنبيات، فلا شك في أن هذا أمر منكر.
وإن قصدت بكونه يحاول أن يعاشرك من الخلف، أنه يريد أن يأتيك في الدبر، فهذا منكر آخر، فإذا انضم لذلك كونه يشرب الخمر، فهذه ظلمات بعضها فوق بعض.
فالواجب نصحه بالحكمة، والموعظة الحسنة، وتذكيره بالله عز وجل؛ فلعله يتوب.
فإن تاب؛ فالحمد لله، وإلا ففراقه أفضل، قال البهوتي -الحنبلي- في كشاف القناع: وإذا ترك الزوج حقًّا لله تعالى، فالمرأة في ذلك مثله، فيستحب لها أن تختلع منه؛ لتركه حقوق الله تعالى. اهـ.
وننبه إلى أنه لا يجوز تعيير المسلم بذنب، وخاصة إن كان قد تاب منه، ولمزيد الفائدة نرجو مراجعة الفتوى: 219949.
والله أعلم.