الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقك للتوبة النصوح، ثم اعلم أنه لا يجب تطهير الثياب أو الفرش من النجاسة إلا إذا أردت الصلاة عليها أو فيها، وإذا تحققت وصول النجاسة إلى الفراش، فيكفيك غمر موضعها بالماء لا غسل جميع الفراش، وإذا شككت في وصولها إليه، فالأصل عدم وصولها، فاستصحب هذا الأصل، وابْنِ عليه، واعمل به حتى تتيقن خلافه.
وأما قراءتك القرآن في المسجد، وعملك الخير، فليس رياء -إن شاء الله-، ولست -بإذن الله- ممن إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها، بل يرجى أن تكون من الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، عسى الله أن يتوب عليهم.
فعليك أن تجاهد نفسك، وتستمر في المجاهدة للتخلص من هذه الآفات، واستعن على ذلك بالله تعالى، وبصحبة أهل الخير، ولزوم الذكر والدعاء، وكثرة الصوم، والبعد عن مظان إثارة الشهوة، سماعا أو مشاهدة.
وما دمت تجاهد نفسك فأنت على خير، وثق بأن الله سيوفقك، ويعينك مصداق قوله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}.
نسأل الله أن يمنَّ علينا وعليك بالتوبة النصوح.
والله أعلم.