الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالسائل الذي يخرج منك هو الودي، وهو سائل أبيض لزج يخرج بعد البول غالبًا، وأحيانًا يخرج قبله، وحكمه أنه نجس يجب منه الوضوء، ولا يجب منه الغسل. ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى: 19559، والفتوى: 22308.
وأما القطرات التي تشعر بنزولها بعد الخروج من الخلاء، فإن كان شعورك بها مجرد وهم، أو شك لم يصل إلى غلبة الظن؛ فتجاهل ذلك وتوضأ وصل، ولا تلتفت إلى شيء منه، ولا تعره أي اهتمام. كما لا يلزمك التفتيش والتحقق عما إذا كان قد خرج منك أو لم يخرج، بل يسعك العمل بالأصل، وهو أنك لست مخاطبا شرعا إلا بما خرج منك بيقين أو غلبة ظن، وفي هذا سد لباب الوسوسة.
وأما إذا غلب على ظنك، أو تيقنت يقينا جازما لا ريب فيه أنه قد خرج منك قطرة بول أو أكثر، فحينئذ يلزمك الاستنجاء، وتطهير ما أصاب بدنك وثوبك من النجاسة، وذلك بصب الماء على موضع النجاسة وغمره به، وانظر لبيان ما يفعله المصاب بخروج قطرات البول الفتوى رقم: 158299.
وننصحك بالحذر كل الحذر من التمادي في الأوهام والشكوك حتى لا تفضي بك إلى الوساوس التي تنغص عليك حياتك وطاعتك، وقد تنزل بك إلى دركات لا تحمد عاقبتها.
والله أعلم.