الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على إعجابك بموقعنا، نفعك الله بما ينشر فيه. ونسأل الله تعالى أن يصلح حال زوجك، وأن يجعل الحياة بينكما في استقرار، وعلى أحسن حال، وأن يرزقكما الذرية الصالحة؛ فإنه سبحانه القوي القادر، يجيب دعوة المضطر ويكشف الضر، قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}، فنوصيك بصدق الالتجاء إليه ورفع حاجتك إليه. وراجعي الفتوى: 119608.
وإن كان هذا حال زوجك من الجفاء وعدم مراعاة مشاعرك، أو إدخال السرور على قلبك، فهذا من سوء العشرة، وقد أمر الله تعالى الأزواج بحسن معاشرة زوجاتهم فقال: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}.
قال القاسمي في كتاب موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين وهو يتكلم عن حسن العشرة مع الزوجة: أن يزيد على احتمال الأذى بالمداعبة والمزح والملاعبة، فهي التي تطيب قلوب النساء، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمزح معهن، وينزل إلى درجات عقولهن في الأعمال والأخلاق. وأرى عائشة لعب الحبشة بالمسجد واستوقفته طويلا وهو يقول لها: حسبك. وقال صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. وقال عمر رضي الله عنه: ينبغي للرجل أن يكون مع أهله مثل الصبي. وقال صلى الله عليه وسلم لجابر: هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك. ووصفت أعرابية زوجها وقد مات فقالت: والله لقد كان ضحوكا إذا ولج، سكيتا إذا خرج، آكلا ما وجد غير سائل عما فقد... اهـ.
وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى: 134877. وابذلي النصح لزوجك بالحسنى، وذكريه بحقك عليه، وأطلعيه على الفتاوى التي تذكر بحق الزوجة على زوجها. وينبغي أن يعينك في سبيل العلاج، فلعل الله تعالى ييسر لكما بعده الإنجاب.
وإن رغب في الزواج من ثانية، فهذا من حقه سواء للحاجة للذرية، أو لغير ذلك من الأسباب المشروعة، ولكن لا يجوز له الإقدام على ذلك إلا إذا غلب على ظنه القدرة على العدل. وراجعي للمزيد الفتوى: 2286.
وليس من حقك منعه من ذلك، أو طلب الطلاق لغير مسوغ شرعي، ولمعرفة مسوغات طلب الطلاق راجعي الفتوى: 37112. وليس منها الزواج من ثانية.
ولكن إن كنت متضررة من البقاء في عصمته ضررا بينا، فلك الحق في طلب الطلاق. هذا مع العلم بأن الطلاق قد لا تكون المصلحة فيه دائما، فينبغي التروي على كل حال.
والله أعلم.