الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كتابة السيئات على العبد مرتبط بأمرين اثنين: البلوغ والعقل، قال صلى الله عليه وسلم:
رفع القلم عن ثلاث، عن النائم حتى يستيقظـ، وعن الصبى حتى يكبر، وفي رواية يحتلم، وفي رواية يبلغ، وعن المجنون حتى يعقل. رواه
أبو داود وابن ماجة وأحمد.
والبلوغ مرتبط بالنضج الجنسي وله علامات عند الذكر والأنثى منها: الاحتلام، وظهور شعر العانة، وبلوغ خمس عشرة سنة قمرية، والحيض بالنسبة للمرأة زيادة على ما تقدم، وانظرها في الفتوى:
10024
والعقل: فهم الخطاب، والعلم بصفات الأشياء من حسنها وقبحها والتمييز بينهما، قال تعالى: وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [النور:59]، فمن ماز بين حسن الأشياء وقبحها فهو عاقل وهو مسؤل عن تصرفه، وأما سن الرشد فقد يأتي مع البلوغ وقد يتأخر عنه شيئاً قليلاً تبعاً للتربية والبيئة التي يحياها المكلف، فليس لها سن محدد عند جمهور الفقهاء، لأن الرشد يعني حسن التصرف في المال والقدرة على استثماره وتشغيله بشكل حسن، قال الله تعالى: وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ [النساء:6]، وانظر الفتوى رقم:
33965
والله أعلم.