الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبقت لنا عدة فتاوى أوردنا فيها كلام أهل العلم عن ضوابط طاعة الوالدين، نحيلك منها على الفتوى: 76303، والفتوى: 23377.
ومن أهم هذه الضوابط أنه تجب طاعتهما فيما فيه مصلحة لهما، ولا ضرر على الولد، فإن شق ولم يضر وجبت الطاعة، ولمعرفة الفرق بين المشقة والضرر راجع الفتوى: 139019.
وبناء على ذلك إن أمرتك أمك برفع السفرة وجب عليك طاعتها، ولا يجوز لك مخالفتها لمجرد مشقة لا تصل لدرجة الضرر تجدها في ذلك بسبب تصرفات بعض إخوتك، فاصبر واحتسب الأجر عند الله تعالى، وتذكر ما في طاعة الأم من الأجر العظيم والثواب الجزيل. والذي يغفل عنه أخواك، فلو استشعراه لنافساك في برها، ولو استشعرته لسابقتهم إلى برها، وفي مقال في موقعنا بعض صور البر عند السلف تجدها على الرابط:
https://www.islamweb.net/ramadan/index.php?page=articles&id=135390
ولا ينبغي لأمك أن تدخلك في مثل هذا الحرج، بحيث تدلل أخاك الأصغر، وتكلفك بفعل ما لا تكلفه به، ولا تكلف به أخاك الأكبر، فالذي ننصحك به أن تسترضي أمك، وتجلس معها على انفراد، وتحاروها في الأمر بكل رفق وأدب؛ لتجعل الأمر بينكم بترتيب معين، بحيث يشمل الأمر الجميع.
ويمكنك أن تذكرها بما أشرت إليه من مفاسد أو غيرها مما يمكن أن تترتب على نهجها معك ومع إخوتك. وننصحك أيضا بالجلوس مع أخويك كلا منهما على انفراد أيضا، وناصحهما في الأمر بالحسنى، وذكرهما بأهمية التعاون في أمور البيت. ولا تنس أن تكثر من الدعاء بأن يصلح الله عز وجل الحال.
وإذا كنت في حاجة لمزيد من التوجيهات، أو الاستشارة في شأن من شؤونك فراسل قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.