الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالكلام عن استحقاقك لتلك الزيادة هو فرع عن معرفة طبيعة الاتفاق بينك وبين المدير.
فإن كان الاتفاق تعاقدًا بينك وبين جهة العمل، على أن أجرة عملك متضمنة لتلك الزيادة؛ فأنت مستحق لها، بلا إشكال، ومن البدهي أن العقد لا يشترط فيه شرعًا أن يكون مكتوبًا.
وأما إن كان الاتفاق المذكور مجرد وعد بإعطائك تلك الزيادة، وأنها من قبيل المكافآت الإضافية التي تصرف حسب رأي المسؤول، ووضع الشركة، فالشركة غير ملزمة بها؛ لأن الوفاء بالوعد مستحب، وغير ملزم، إلا إن ترتب على الوعد زيادة في العمل غير ملزمة لك بأصل العقد؛ فحينئذ فقط تستحق تلك الزيادة.
وحيث كنت مستحقًّا لتلك الزيادات، ومنعتك جهة العمل منها، ولم تستطع الوصول إلى حقك الثابت شرعًا، إلا بالحيلة، فلك أن تأخذها بالحيلة، في رأي بعض العلماء، وهي ما يعرف عندهم بمسألة الظفر. وراجع لمزيد الفائدة الفتوى: 354901.
ومن كيد الشيطان أن يقبّح لك صورة مراقبة الله في العمل، ويوهمك أنها سبب لضعف الإنسان، وتسلط الناس عليه، وبخسه حقّه!
واعلم أن التقوى لا تنافي أن يسعى الإنسان بالوسائل المشروعة لتحصيل حقّه، ودفع الظلم عنه. وحسبك في التقوى، وحسن عاقبتها قوله سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2-3}.
والله أعلم.