الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لمن استدان دينًا أن يؤخر قضاءه عند مطالبة صاحبه به، إذا كان قد حل أجل سداده، وكان هو قادرًا على الأداء، لما في ذلك من الظلم المحرم شرعًا، فقد جاء في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مطل الغني ظلم. ولما رواه أحمد مرفوعا: لي الواجد يحل عرضه وعقوبته. وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله.
وقد ذكرت أن الشخص الذي أقرضته مليء، لكنه يماطل ويكذب عليك، فليتق الله، وليبادر إلى إبراء ذمته وقضاء دينه، ورد الإحسان بمثله لا بالظلم والتسويف.
ومن حقك مطالبته بأداء ما تبقى في ذلك، ولو اقتضى ذلك الشكوى منه، ورفع الأمر إلى القضاء إن شئت ذلك.
والله أعلم.