الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنقول ابتداء: إنه لا إثم عليك فيما يكون منك من نظر فجأة لهذه الفتاة، روى مسلم عن جرير -رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة، فقال: اصرف بصرك.
فالمحرم هو قصد النظر، أو التمادي فيه. وكذلك الحال بالنسبة لتعلق قلبك بها، لا إثم عليك فيه؛ لأن الخطأ مغفور، قال تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}، وفي الحديث الذي رواه ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله وضع عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه.
ويجب عليك الحذر من الاسترسال في التفكير فيها؛ لئلا يترتب على ذلك ما لا تحمد عقباه؛ فالشيطان للإنسان بالمرصاد؛ لذلك قد لا يفوت أي فرصة يمكن أن يسوق من خلالها المسلم إلى الوقوع فيما يسخط ربه، قال تعالى محذرًا من شره: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ{النور:21}.
والحل ليس بالأمر العسير، وقد بينا في فتوانا: 9360 بعض سبل الحل والتوجيهات النافعة.
واعلم أن من صدق مع ربه؛ فإنه سبحانه يصدقه، ويحقق له ما يبتغي، قال تعالى: فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ {محمد:21}، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأحد أصحابه: إن تصدق الله، يصدقك. رواه النسائي في سننه.
والله أعلم.