الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فبر الوالدين واجب على كل حال، لا يسقطه عن الأولاد إساءة أي من الوالدين، أو تفريطه في حقهما، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى: 370030.
ومن أعظم ما تبرون به والديكم الدعاء لهما، وخاصة أباكم، فادعوا له أن يرزقه الله عز وجل الرشد، والصواب.
وابذلوا له النصح بالرفق، والحسنى فيما يفعل من تصرفات سيئة، وبينوا له أن عليه التبين فيما قد يسمع عنكم من اتهامات تنسب إليكم، وذكّروه بقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ {الحجرات:6}.
وإذا خشيتم أن لا يقبل نصحكم، فاستعينوا عليه بمن ترجون أن يقبل قوله.
وإن كانت زوجة أبيكم تسعى للوقيعة والفتنة بينكم وبينه، وتؤذي إخوتك، وتحرّض أباك ضدهم؛ ليضربهم، ويؤذيهم، فقد أساءت إساءة عظيمة، واعتدت، وظلمت، فيجب نصحها، وتذكيرها بالله عز وجل؛ لتتوب إلى ربها، وتكف عن سوء صنيعها.
ومن ليس له مال من إخوتك هؤلاء؛ فنفقته واجبة على أبيكم، فلا يجوز له التفريط فيها، وإلا كان آثمًا، روى أبو داود عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يقوت.
وقد أحسنتم بالتواصل مع أمّكم، وزيارتها، ومساعدتكم لها؛ فهذا من البر الذي نرجو أن تجدوا ذخره يوم القيامة.
ونوصيكم بالدعاء لها بالشفاء.
والله أعلم.