الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزادك الله حرصا -أخي السائل- على طاعة الله تعالى، وطلب العلم، والبعد عن المعاصي.
واعلم أن طاعة الوالدين إنما تجب في غير معصية الله تعالى، فلا طاعة لوالدتك عليك في فعل المنكرات، بل تحرم عليك طاعتها مع وجوب الإحسان إليها وبرها.
وكذا لا يلزمك طاعتها في ترك طلب العلم الشرعي، ما دمت قادرا على الجمع بين الدراسة الدنيوية وطلب العلم الشرعي.
وطلب العلم الشرعي دائر بين الوجوب وبين الاستحباب، فإن كان واجبا في حقك، لم يجز لك طاعتها في تركه، وإن كان مستحبا، فقد نص الفقهاء على أن أمر الوالدين إذا كان صادرا عن حمق وهوى ولا مصلحة لهما فيه، لم تلزم طاعتها، وراجع حدود طاعة الوالدين في الفتوى: 76303، وانظر أيضا الفتوى: 274051 في موقف الشرع من منع الوالد لولده من طلب العلم الشرعي، والفتوى: 240100 في بيان حد العلم المتعين على المسلم.
والله أعلم.