الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على الزوج أن ينفق على زوجته وأولاده بالمعروف، ولا يجب على الزوجة أن تنفق على نفسها أو أولادها شيئا من مالها، إلا أن تتبرع بذلك بطيب نفس.
لكن إذا اشترط الزوج على زوجته ليأذن لها بالخروج إلى العمل أن تعطيه قدراً من راتبها، فالمفتى به عندنا صحة هذا الشرط، فيلزمها الوفاء به، كما بينا ذلك في الفتوى: 392095
أمّا إذا كان عمل الزوجة في بيتها ولا يمنعها من القيام بحقوق زوجها؛ فليس له منعها منه.
جاء في المدونة: قلت: أرأيت امرأة رجل أرادت أن تتجر، ألزوجها أن يمنعها من ذلك؟ قال مالك: ليس له أن يمنعها من التجارة، ولكن له أن يمنعها من الخروج . اهـ.
وعليه؛ فلا حرج عليك في الامتناع من الإنفاق على البيت من مالك، وعلى كل حال، فلا يجوز لك أن تعطي زوجك مالاً ليشتري به السجائر.
وعليه أن يتوب إلى الله، ويحافظ على الصلاة في أوقاتها، ويترك التدخين، ويسعى للكسب الحلال لينفق على أهله.
فبيني ذلك لزوجك، وذكريه بعظم مكانة الصلاة في الإسلام وخطر التهاون فيها، وراجعي الفتوى: 3830
وبيني له تحريم التدخين وأضراره، وراجعي الفتوى: 20739، والفتوى: 129949
واعلمي أنّ المحافظة على الصلاة والاعتناء بها مفتاح كل خير، وهي من أفضل العون على إصلاح النفس والتغلب على الشدائد، قال تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ. {البقرة:45}
قال السعدي -رحمه الله-: فبالصبر وحبس النفس على ما أمر الله، بالصبر عليه معونة عظيمة على كل أمر من الأمور، ومن يتصبر يصبره الله، وكذلك الصلاة التي هي ميزان الإيمان، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، يستعان بها على كل أمر من الأمور. انتهى.
والله أعلم.