الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: اختلف أهل العلم في كون الفاتحة مكية أم مدنية، وكذلك قيل نزل نصفها بمكة، ونصفها في المدينة، وكونها مكية أصح، لقوله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [الحجر:87]. وسورةالحجر مكية بإجماع، ومما رجح به القرطبي كونها مكية قوله: ولا خلاف أن فرض الصلاة كان بمكة، وما حفظ أنه كان في الإسلام قط صلاة بغير الحمد لله رب العالمين، يدل على هذا قوله عليه الصلاة والسلام: لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب، وهذا خبر عن الحكم لا عن الابتداء. وبهذا يتضح أن المرجح أن الصلاة لم تفرض إلا بعد نزول الفاتحة. الله أعلم.