الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على استقامتك على الطاعة، ونسأله سبحانه أن يزيدك هدى وتقى وصلاحا، وأن يسعدك في حياتك، ويجنبك كل ما يكدرها.
والظاهر أنك تتكلم عن فسخ الخطبة، فإذا كان الأمر كذلك، ففسخ الخطبة جائز، ولو لم يكن هنالك سبب، ويكره فسخها لغير سبب، كما بينا في الفتوى: 18857.
بقي أن نبين أنه لا ينبغي لك أن تتعجل إلى الفسخ، فقلما تجتمع في المرأة جميع الصفات التي يبتغيها الرجل، فقد ذكرت أن هنالك كثيرا من الصفات الطيبة فيها، فإن كان هذا العيب الخلقي المذكور يمكن احتماله، فلتتم الأمر وتتزوجها، ولتتذكر قول القائل:
ومن رام الصديق بلا عيوب يعش طول الزمان بلا صحاب.
وإن خشيت أن يكون ذلك حائلا دون دوام العشرة، فلعل الأولى أن تفسخ الخطبة، فذلك أهون من أن يتم الزواج، ويكون بعده الطلاق.
والله أعلم.