الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما سؤالك الأول فإن قوله ليصلون فعل مضارع، وهو يفيد التجدد والاستمرار، كما هو معلوم، ومن ثَمَّ نَصَّ بعض الشراح على أن تلك الصلاة تستمر إلى القيامة فضلا من الله تعالى ونعمة على العالم الناشر للعلم.
قال المناوي في فيض القدير: ولا رتبة فوق رتبة من تشتغل الملائكة وجميع المخلوقات بالاستغفار والدعاء له إلى القيامة، ولهذا كان ثوابه لا ينقطع بموته، وأنه ليتنافس في دعوة رجل صالح، فكيف بدعاء الملأ الأعلى. انتهى
وأما سؤالك الثاني: فاعلم أن الصلاة من الله هي الرحمة، ومن الملائكة وسائر المخلوقات هي الدعاء والاستغفار، وليست هي حسنات توضع في ميزان العبد بقدر كل صلاة، وإنما مرد إجابة ذلك، ومقدار فضله إلى الله تعالى، ولا سبيل إلى الإحاطة به.
قال الطيبي: فإن الصلاة من الله الرحمة، ومن الملائكة الاستغفار، ومن الغير الدعاء وطلب الخير. انتهى.
والله أعلم.