الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان الحال كما ذكرت؛ فمن حقّك طلب الطلاق، أو الخلع، ولا حرج عليك في ذلك، فلا ريب في كون سبّ الزوج وضربه لك دون حقّ؛ داخل في البأس الذي يبيح للمرأة سؤال الطلاق، قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: فكونها تطلب الطلاق من غير علّة شرعيّة، لا يجوز، الواجب عليها الصبر، والاحتساب، وعدم طلب الطلاق.
أما إذا كانت هناك علة؛ لأنه يضربها ويؤذيها، أو لأنه يتظاهر بفسق وشرب المسكرات، أو لأنه لم تقع في قلبها محبة له، بل تبغضه كثيرًا، ولا تستطيع الصبر، فلا بأس. انتهى من فتاوى نور على الدرب لابن باز.
بل إنّ هذا السبّ والضرب يبيح لك التطليق عليه عند القاضي، وتأديبه للزوج، قال الدردير –رحمه الله- في الشرح الكبير: ولها، أي: للزوجة، التطليق على الزوج بالضرر، وهو ما لا يجوز شرعًا؛ كهجرها بلا موجب شرعي، وضربها كذلك ... ويؤدب على ذلك زيادة على التطليق. انتهى.
والأصل أنّك ما دمتِ في عصمة زوجك، وكان ينفق عليك بالمعروف؛ أن تطيعيه، ولا تمنعيه حقّه، ولو أساء إليك.
لكن الذي ننصحك به ألا تيأسي من الإصلاح، وقد ذكرت أنّ زوجك صاحب دِين، فابذلي جهدك، واستعيني بالله تعالى على إصلاح زوجك، وإصلاح نفسك حتى تتعاشرا بالمعروف.
فإن لم يُفِد ذلك؛ فالطلاق آخر العلاج.
والله أعلم.