الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما قمت به من تواصل مع هذا الرجل الأجنبي، وكذبك عليه، وادعاؤك أنك منفصلة عن زوجك؛ لا شك في أنه أمر منكر، وقد أحسنت بتوبتك من ذلك، فنسأل الله عز وجل أن يتقبل توبتك.
ووصيتنا لك أن تحسني الظن بربك، وتستشعري عظيم فضله، وإحسانه، وسعة مغفرته، فهو القائل: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها، تاب الله عليه.
فلا تدعي مجالًا لليأس في قلبك؛ فذلك من كيد الشيطان؛ ليوقعك في ذنب آخر، قال تعالى: وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {يوسف:87}.
وما دمت قد تبت، وندمت على ما فعلت، فاطردي كل تفكير بأنك امرأة فاسدة، وأنه لا فائدة فيك، ونحو ذلك من هذه الخواطر، فمن تابت إلى الله عز وجل توبة نصوحًا، واستقامت على أمر ربها؛ فإنها امرأة صالحة، قال تعالى: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ {النساء:34}.
وأما دعاء هذا الرجل عليك؛ فإنه دعاء بغير وجه حق، فلست ظالمة له؛ حتى يسوغ له الدعاء عليك، فلا يستجاب دعاؤه فيك -بإذن الله تبارك وتعالى-؛ فإنه لا يجيب دعاء فيه إثم، أو قطيعة رحم، وراجعي الفتوى: 119608.
ولا تدعي مجالًا لهذا الرجل للتواصل معك، ولو بإرسال الرسائل.
والله أعلم.